السبت، أكتوبر 03، 2009

درس راااائع في فهم الحياة


من التقاليد في الجامعات الأمريكية
أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر
في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض
من نجح وظيفيًا ومن تزوج ومن أنجب.... الخ
وفي إحدى تلك الجامعات
التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي
وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
وغاب الأستاذ عنهم قليلا
ثم عاد يحمل إبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون
أكواب صينية فاخرة
أكواب ميلامين
أكواب زجاج عادي
أكواب بلاستيك
وأكواب كريستال
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي  كانت باهظة الثمن  بينما كانت هناك  أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت
قال الأستاذ لطلابه
تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة
وعندما بات كل واحد  من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا
هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم
وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل
وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر
ما كنتم  بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة  
و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
  فلو كانت الحياة هي القهوة
فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب
وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة
ونوعية الحياة القهوة تبقى نفسها لا تتغير

في الأخيرلماذا طلب العجوز من طلابه فقط التركيز على القهوة (الحياة) من غير التركيز على الأكواب الجميلة (الوظيفة والمال والمكانة ) ؟؟
ألا نستطيع أن نجمع بين القهوة واختيار الكوب الجميل معاً ؟؟؟

أليس بإمكاننا أن نطلب ونعيش الحياة برضا وسعادة مع طلبنا للنجاح في الوظيفة وكسب المال والطموح للحصول على الأفضل دائماً …؟؟؟

هل فرصة الاستمتاع بالقهوة ستقل عندما يكون لدينا كوباً جميلاً وجديداً أم أنها ستتضاعف ؟؟؟
علينا دائماً أن نعيش للأفضل .. وأن نجعل في نصب أعيننا بأن السعادة تأتي مضاعفة بالطموح وليست القناعة فحسب .. وأن نطلب القهوة مع الكوب الثمين معاً ..

ليست هناك تعليقات: