الأربعاء، يوليو 31، 2013

تخفيف التكاليف وإلغاء الأحكام :

بسم الله الرحمن الرحيم
الطرف الآخر يريد تخفيف التكاليف وإلغاء الأحكام :
الحمد لله رب العالمين ، والصـلاة والسـلام علـى سـيدنا محمد الصـادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ إذا كان المؤمنون طرف والطرف الآخر هم غير المؤمنون كل سعيهم وكل طموحهم وكل جهدهم هذه الآية :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
حينما تبدل الأحكام .
الطرف الآخر :
الآن لا يريد إلغاء الدين الإسلامي ، لأنه لا يستطيع ، لكن أمامه خيارات كبيرة جداً ؛ أن يبدل في الأحكام الشرعية ، فكل يوم تطلع علينا فتوى تبيح محرماً ، أو تحل محظوراً :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
المشكلة أن تخفف من هذه التكاليف ، أن تلغي هذا الحكم ، أن تسمح بالاستثمار الربوي ، أن تسمح بالاختلاط ، أن تسمح بالغناء ، أن تسمح بالرقص .
العبرة أن تتبدل الأحكام :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73-74 ]
يسعى الطرف الآخر لتفريغ الإسلام من مضمونه
الإنسان أحياناً يتمنى أن ينتشر الحق ، فلو تنازل قليلاً ، وعمّ الحق الأرض هذا يعد مكسباً كبيراً ، لكن الله عز وجل يلفت نظر نبيه إلى أنه ينبغي أن تبقى ثابتاً ، ولا تتزحزح عن الأحكام الشرعية قيد أنملة ، لأنك إن تنازلت قليلاً استمر هذا التنازل حتى أصبح القرآن رسماً ، والإسلام اسماً ، وهذا ما يطمح إليه الطرف الآخر ، أي أقرب شيء إلينا هذا الشهر ، هذا الشهر عند المسلمين شهر المسلسلات ، شهر الولائم ، شهر السهرات الرمضانية ، تبدأ بالأذان وطعام الإفطار ، وتنتهي بالرقص مع طعام السحور ، هذا الشهر شهر الفن ، شهر المخالفات ، شهر اللقاءات ، رمضان يبقى ، والحج يبقى ، كل شيء يبقى ، أما الأحكام الدقيقة التي جاء بها القرآن والتي جاءت بها السنة فينبغي أن تتغير :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
بمصر إيداع المال في المصرف ، وأخذ الفائدة لا شيء فيه ، إذًا ما هو الربا ؟ الاختلاط لابد منه ، الفتاوى التي تصدر عن جهات معينة ، وعن ندوات فضائية شيء يلغي كل هذا الدين :
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73-75 ]
إذا كان سيد الخلق ، وحبيب الحق يخاطب بهذه اللغة ، فما بال أناس يريدون أن يتخففوا من أعباء هذا الدين ؟ .
خصائص الفرق الضالة :
من خصائص الفرق الضالة تأليه الأشخاص
وقد ذكرت لكم في درس سابق أن كل الفرق الضالة تنتظمها أربع خصائص :
1-تأليه الأشخاص .
2-وتخفيف التكاليف ؛ أي تبديل الأحكام .
3-واعتماد نصوص ضعيفة أو موضوعة .
4-ونزعة عدوانية .
كنت في مؤتمر إسلامي كبير ، وهذا المؤتمر من تقاليده أن الضيوف يلقي كل واحد منهم في حفل الختام كلمة في دقيقة ، ستين ثانية ، اخترت هذه الآية ، لأن هذه الآية تمثل مشكلة الطرف الآخر ، الذين يريدون أن يبدلوا هذا الوحي ، إذاً نكون نحن أصدقاء :
﴿ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 73 ]
والحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، يوليو 09، 2013

الأمل واليقين بحكمة الله

هناك قضايا لست مخيَّراً فيها، بل أنت فيها مسيَّر، كما لو عددت هذه النقاط:

 لسن مختاراً في كونك ذكراً أو أنثى، ولست مختاراً في أمك وأبيك، ولست مختاراً في مكان ولادتك، ولا في زمن ولادتك، ولست مختاراً في خصائصك وخبراتك، وقدراتك وطاقاتك وشكلك، لكن العلماء الأجلاء أجمعوا على أن الذي لست مختاراً به هو محض حكمة بالنسبة لك، عبر عن هذه الفكرة عالم جليل فقال: " ليس في الإمكان أبدع مما كان "، فلما أراد شرحها قال: " ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني ".

يوم القيامة إذا كشف لك الغطاء، وتبينت لك الحكمة لا تملك إلا أن تقول: الحمد لله رب العالمين:
﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾ ( سورة يونس الآية: 10 )

لكن الذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام ربى أصحابه تربية حملت أحدهم على أن يقول:
والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً.

فيقيني بحكمة الله، ورحمة الله، وعدل الله قبل كشف الغطاء كيقيني بعد كشف الغطاء، هذه درجة عالية في الإيمان، والرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، وحملت أحدَهم على أن يقول:
والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي
هذه بطولة في الإيمان، بطولة في الاعتقاد الصحيح.

أيها الإخوة، نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن يكون اعتقادنا صحيحاً سليماً.
إذاً أنت مخير، واختيارك يثمن عملك، وأنت مخير فيما كلفت، كلفت أن تكون صادقاً، أنت مخير في أن تصدق أو لا تصدق، أمرت أن تكون أميناً، فأنت مخير أن تكون أميناً أو لا تكون، كلفت بالصلاة، أنت مخير أن تصلي أو لا تصلي، كلفت بالصوم، أنت مخير أن تصوم أو لا تصوم، أنت مخير فيما كلفت به، فقيمة التكليف أنك مخير فيه، وكل عمل أنت مخير به له قيمة كبيرة، لأنه بإمكانك ألا تفعله.
الأمل واليقين بحكمة الله

الثلاثاء، يوليو 02، 2013

لا بأس بشيء من الدموع

منقول من الأخ علي الفيفي

لا بأس بشيء من الدموع
الذين عاشوا في نسيم الصحوة ما قبل عشرين عاماً سيحزنهم كثيراً هذا المقال ، وستسبل أعينهم دمعاً سخيناً ..
ليس مقالاً ، بل هو انهمار للذاكرة في لحظة مرّت فيها أطياف الماضي بخاطري المكدود.. أطياف أنفس طاهرة ، هم ملائكة في زيّ بشر ، وسماوات تمشي على الأرض ..
خارطة الذكرى شاسعة ، ستتعب إن أردت أن تحدق في تفاصيلها ، ولهذا لا مفر من تحديد عدسة لرؤية زاوية ما .. وتناسي بقية الأطياف والمواقف والأيام .. نفعل ذلك فقط لنستطيع أن نتذكر .. لنستطيع أن نثير الأماكن التي تركناها في عقولنا موصدة منذ سنوات بعيدة ..
عدستي التي اخترتها تحمل لون الدموع .. تحمل ظلال الخوف من الله .. لها صوت النشيج .. حولها هالات الرهبة .. بهذه العدسة سأحاول النظر _عبر هذه الأسطر_ إلى أيامي أنا .. مع الصحوة ..
شيء حاولت الصحوة أن تعطينا إياه .. بعضنا أخذه والبعض لم يأخذه .. هذا الشيء هو الخوف من الله ..
انتشلت الصحوة أبناءها من حواري المدن ، وأزقة القرى ، ودهاليز الحياة العادية .. تلك الحياة التي أترعها الإعلام بكل تافه يبعد عن الله ويقرّب من الغفلة .. انتشلتهم ثم أخذت تعيد نفخ المعاني البكر ، المعاني التي حرص النبي صلى الله عليه سلم على بقائها مزدهرة في قلوب أصحابه ، ومن أهمّهما شعور الخوف من الله .. ومراقبته ..
من الطبيعي جداً أن يهتزّ منكب الذي بجوارك في صلاة العشاء مثلاً لأن الإمام قرأ فيما قرأ : " يوم يقوم الناس لرب العالمين" .. أو : " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" أو " أزفت الآزفة" ..
صلينا في ضحى عام 1416 في جامع إسكان جامعة الإمام صلاة الخسوف ، أذكر هدير البكاء في المسجد ، وكيف أشعرني ذلك الدويّ الخاشع بأنني أبعد الناس عن الله ، وأن الناس كلّهم يعرفون أشياء عن الله أجهلها .. وبات أحدنا يسعى إلى أن يتقرّب أكثر من هذا الرب الذي يستحق أن يُخشى منه ..
في إحدى مساجد حي الخالديّة في تبوك كانت تجمعنا حلقة نقرأ فيها القرآن بعد صلاة الفجر مع أستاذنا أبي عمر ، صاحب الصوت الشجيّ الرائع .. ذلك اليوم لم يكن عاديّا بدليل أنني ما زلت أذكره بوضوح .. اجتمعنا بعد أن مكثنا فرادى نراجع حفظنا ، التأمت الحلقة بجلوس أبي عمر في طرفها .. انتظرنا كلمة منه ، أو توجيهاً ، أو أن يبدأ بالتسميع فإذا به يخرق القاعدة ، ويقرأ من حفظه بصوته الشجيّ آيات من سورة الأعراف : " ونادى أصحابُ الجنة أصحابَ النار .." قطّع قلوبنا في ذلك الصباح .. وبكى وأبكى .. فُجعنا بالقرآن ، أحسسنا بأن القرآن يمكنه أن يجعلك تشهق بعنف .. وبعد دقائق من القراءة والتي أتت بدون تنسيق وبلا تخطيط فيما يبدو .. قام أبو عمر مؤذنا لنا بالانصراف .. وانتهت حلقة ذلك اليوم بدون تسميع ، وبلا توجيه .. ولا غرابة فقد سكب في قلوبنا أنقى وأرقى موعظة .. سكب كلام الله وانصرف ..
وأينما يممت وجهك في أيام الصحوة فلا بد أن تسمع من يحذرك من النار ، ومن يشوّقك إلى الجنة ، ومن يذكرك بالله ، ومن يوحي إليك بأن الحياة ليست لعبا ولهواً ..
كنت تسمع النصائح تنهمر من حناجر صقلها القرآن .. وكنت تراها في أعين أدمعها القرآن .. كنت تعيش مع ثلة تشبه بدرجة كبيرة تلك الثلة الأولى التي غيرت التاريخ : ثلة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
أركبني أحد الأساتذة في سيّارته عقب صلاة العشاء ليوصلني إلى بيتي وليهمس في أذني بكلمة ظل صداها يرن سنيناً قال لي : أين يا عليّ النور الذي كنت أراه في وجهك أول أيام استقامتك ؟ سألني هذا السؤال ثم جعل إجابته مكبوتة في نفسي .. جعل إجابته استفسارات تتوالى في فؤادي .. جعلني أوقن أن وجهي مرآة صادقة لما في نفسي .. صرت خائفاً من هذا الرب الذي يستطيع أن يفضح سريرتي في أي لحظة .. أجبته بالصمت .. ولم يلحّ علي أن أجيبه أبداً أبداً .. لأنه كان يريد هذا الصمت ..
علماء دعاة مشايخ وعاظ أساتذة شباب زملاء كل هؤلاء كانوا يصنعون بتوجيهاتهم ونصائحهم وإرشاداتهم وهمساتهم شعوراً أيقظ ركود الضمير وغفلة النفس ورقدة الإحساس .. صار أبناء الصحوة أيقظ ما يكون لمعنى الله .. والموت والحساب ..
ما الذي يجعل الصحوي يستيقظ في نصف الليل ليصلي لله ؟ مع أن أباه وأمه غارقان في النوم .. وحيّه بأكمله يكاد يتحوّل إلى شخير عال في تلك الساعة المتأخرة من الليل ؟
لقد علمونا أن الليل هو الوقت المناسب لمناجاة الله .. وأن في الليل شذى من لم يستنشقه لم يحظ أبداً بنسيم الأنس ..
كنت أرى في صلاة الفجر أثر الدموع في أعين شباب الصحوة جراء مناجاتهم ربهم ، وكان قيام الليل أمرا اعتياديّا يصنعه جميع الشباب ، وكان ضوء مصابيح المساجد يمتزج بأنوار تلك الأوجه الوضيئة .. هذا ما أراه الآن في عقلي .. ولا أدري أكانت حقيقة أم أنّ جمال الذكريات هو الذي يصنع هذه الرؤى الحالمة ..
علمت أن الميّت يُسأل عما صنعه في حياته ، فتذكرت أبي _رحمه الله_ والتلفاز الذي اشتراه لنا فتسللت إلى الغرفة التي يقبع فيها ذلك التلفاز وفتحت صندوق التلفاز وأخذت أقطّع أسلاكه الداخلية حتى شعرت باستحالة إصلاحه .. صف هذا التصرف بما شئت .. خاصة وهو صادر عن ذي الثلاث عشرة سنة ولكن انظر إلى زواياه الجميلة .. إنه حب الطفل لأبيه .. وخشيته عليه ، وخوفه من الله .. من أين أتت تلك المشاعر النديّة والأحاسيس الواضحة ؟ تلك اليقينيات التي يتصرف طفل على ضوئها ؟ إنها الصحوة التي صرخت في نفسي بحنجرة عائض القرني وعبد الله حماد الرسي وسعيد بن مسفر وأحمد القطان .. فقالت له : اتق الله ..
كنت أعود إلى بيتي في الليل بقدر كبير من المبادئ ، نعم كان في بيتي مبادئ ولكني كنت أستقي في المسجد ومع المشايخ أشياء لم أجدها إلا عندهم ، صرت أحتقر الكثير من الخلافات .. صرت أنظر إلى صراعات المنزل على أنها أتفه من أن أنظر إليها ، لقد جعلتنا الصحوة أكبر من واقعنا .. حتى أن بعض أساتذة المدرسة لم يكونوا يصبروا على تعليقات الطلاب الصحويين الذين دائما يظهرون معهم بحجم أصغر وبتصرفات أقرب للطفولية .. لقد كان الصحويّ لاذع الكلمة لأنه سمع أكثر مما سمع غيره .. وعرف أكثر مما عرفوا .. ولأن منطقه توضّأ بماء السماء حتى طهر ..
وعلى جبل من جبال الطائف قرأ أبو سهيل آيات من سورة الرعد .. ونحن ننظر للرعود في صلاة المغرب فصار الإخوة يبكون .. وانخلعت قلوبهم لقول الحق : " وهم يجادلون في الله .. وهو شديد المحال" .. كانت شديدة وخاصة أن هزيم الرعود كان خلفيّة فظيعة لقراءة مزلزلة ..
وفي محاضرة إيمانية هزّ أحد المشايخ القلوب في مخيم بجوار جبال رضوى بينبع ..
وفي مسجد السكن بجامعة الإمام أجهش الجميع بالبكاء وهم يستمعون لذلك الذي كان يخبرهم عن أهوال يوم القيامة ..
وفي حي المروج بتبوك اشتقنا للجنة ونحن ننصت للشيخ سلطان وهو يصفها وكأنه خرج منها للتوّ !!
ومن بين ركام المواقف والمشاهدات والمسموعات نشأ جيل صحوي فريد ، يخشى الله ويتقه في العموم .. جيل يعتني بالغيب اعتناء غيره بالشهادة .. جيل يعرف معنى الدموع .. يبكي بغزارة .. ويشهق بعنف .. ويخاف الله .
ثم مضت السنين .. فكذبوا عليّ وعليك .. وأقنعونا أن أولئك الأطهار يعشقون الدم ..ويهوون إزهاق الأنفس البريئة ..
كذبت شرذمة الصحافة على أشباه الصحابة .. ولوثوا سمعتهم .. وجعلوا المعتقلات تبتلعهم واحداً تلو الآخر ..
كذبوا على أولئك .. ووصموهم بأخطاء القلّة منهم .. وكرهوا النور الذي في قلوبهم .. وجعلوهم وحوشاً بشرية .. حتى أنكروا هم أنفسهم .. وضاقت عليهم الأرض ..
فوجب على كل صادق علم خيراً فيهم .. أن يبديه .. دفاعاً عن جيل نذر نفسه للقرآن .. ولمعاني القرآن .. ولمبادئ القرآن .. أصاب كثيرا .. وأخطأ قليلا .. جيل يلوح في الذاكرة وكأنه جيل سعد وأبي عبيدة وخالد وزيد بن حارثة ..
إذا ما عدت بذاكرتك إلى الخلف عشرين عاماً فسوف تعلم جيداً الفرق بين جيل يفتخر وهو يمسك المصحف .. وجيل يستحي حين يمسك المصحف .. جيل يقرأ سيرة عمر فيخشع .. وجيل ينظر لمسلسل تركي فيدمع !!
وما أنا غير شاهد على هذين الجيلين .. وحديثي عن تلك الأيام لا يعني أني كنت مؤثراً عليها .. أو متأثراً بها .. ولكني أنقل ما كنت أراه ، وأشتاق لرؤيته اليوم .

شهر الخير

رمضان شهر الخير والبركات، أقبل بالبشر والخير، عمت أنواره جميع الكائنات، وملئت نفحاته العبقة الأرض والسماوات، وتنزلت بحلوله البركات، وانهالت لمقدمه الرحمات، فمرحباً بخير الشهور، مرحباً بمقدم الضيف الحبيب، كنز المتقين، وفرصة التائبين من رب العالمين.