الأحد، يناير 29، 2012

معرفة الله


من النَّاس من يعرف الله بالجود والإفضال وَالْإِحْسَان وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالْعَفو والحلم والتجاوز وَمِنْهُم من يعرفهُ بالبطش والانتقام وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالْعلمِ وَالْحكمَة وَمِنْه من يعرفهُ بِالْعِزَّةِ والكبرياء وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالرَّحْمَةِ وَالْبر واللطف وَمِنْهُم من يعرفهُ بالقهر وَالْملك وَمِنْهُم من يعرفهُ بإجابة دَعوته وإغاثة لهفته وَقَضَاء حَاجته وأعم هَؤُلَاءِ معرفَة من عرفه من كَلَامه فَإِنَّهُ يعرف رَبًّا قد اجْتمعت لَهُ صِفَات الْكَمَال ونعوت الْجلَال منزّه عَن الْمِثَال برِئ من النقائص والعيوب لَهُ كل اسْم حسن وكل وصف كَمَال فعّال لما يُرِيد فَوق كل شَيْء وَمَعَ كل شَيْء وقادر على كل شَيْء ومقيم لكل شَيْء آمرناه مُتَكَلم بكلماته الدِّينِيَّة والكونية أكبر من كل شَيْء وأجمل من كل شَيْء أرْحم الرَّاحِمِينَ وأقدر القادرين وَأحكم الْحَاكِمين فالقرآن أنزل لتعريف عباده بِهِ وبصراطه الْموصل إِلَيْهِ وبحال السالكين بعد الْوُصُول إِلَيْهِ.

ابن قيم الجوزية

ليست هناك تعليقات: