الثلاثاء، يوليو 09، 2013

الأمل واليقين بحكمة الله

هناك قضايا لست مخيَّراً فيها، بل أنت فيها مسيَّر، كما لو عددت هذه النقاط:

 لسن مختاراً في كونك ذكراً أو أنثى، ولست مختاراً في أمك وأبيك، ولست مختاراً في مكان ولادتك، ولا في زمن ولادتك، ولست مختاراً في خصائصك وخبراتك، وقدراتك وطاقاتك وشكلك، لكن العلماء الأجلاء أجمعوا على أن الذي لست مختاراً به هو محض حكمة بالنسبة لك، عبر عن هذه الفكرة عالم جليل فقال: " ليس في الإمكان أبدع مما كان "، فلما أراد شرحها قال: " ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني ".

يوم القيامة إذا كشف لك الغطاء، وتبينت لك الحكمة لا تملك إلا أن تقول: الحمد لله رب العالمين:
﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾ ( سورة يونس الآية: 10 )

لكن الذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام ربى أصحابه تربية حملت أحدهم على أن يقول:
والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً.

فيقيني بحكمة الله، ورحمة الله، وعدل الله قبل كشف الغطاء كيقيني بعد كشف الغطاء، هذه درجة عالية في الإيمان، والرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، وحملت أحدَهم على أن يقول:
والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي
هذه بطولة في الإيمان، بطولة في الاعتقاد الصحيح.

أيها الإخوة، نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن يكون اعتقادنا صحيحاً سليماً.
إذاً أنت مخير، واختيارك يثمن عملك، وأنت مخير فيما كلفت، كلفت أن تكون صادقاً، أنت مخير في أن تصدق أو لا تصدق، أمرت أن تكون أميناً، فأنت مخير أن تكون أميناً أو لا تكون، كلفت بالصلاة، أنت مخير أن تصلي أو لا تصلي، كلفت بالصوم، أنت مخير أن تصوم أو لا تصوم، أنت مخير فيما كلفت به، فقيمة التكليف أنك مخير فيه، وكل عمل أنت مخير به له قيمة كبيرة، لأنه بإمكانك ألا تفعله.
الأمل واليقين بحكمة الله

ليست هناك تعليقات: