الجمعة، يناير 30، 2009

لما ذا لا تنصت لكلام الله تعالى؟

لما ذا لا تنصت لكلام الله تعالى ؟! 

هدئ أعصابك بالإنصات إلى كتاب ربك ، تلاوةً ممتعةً حسنةً مؤثرةً من كتاب الله ، تسمعها من
قارئ مجود حسن الصوت ، تصلك إلى رضوان الله عز وجل ، وتضفي على نفسك السكينة ، وعلى قلبك يقيناً وبرداَ وسلاماً.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره ، وكان صلى الله عليه وسلم يتأثر
إذا سمع القرآن من غيره ، وكان يطلب من أصحابه أن يقرءوا عليه ، وقد أنزل عليه القرآن هو ،
فيستأنس صلى الله عليه وسلم ويخشع ويرتاح.
إن لك فيه أسوةً أن يكون لك دقائق ، أو وقت من اليوم أو الليل ، تفتح فيه المذياع أو مسجلاً ،
لتستمع إلى القارئ الذي يعجبك ، وهو يتلو كلام الله عز وجل.
إن ضجة الحياة وبلبلة الناس ، وتشويش الآخرين ، كفيل  بإزعاجك ، وهد قواك ، وبتشتيت خاطرك ، وليس لك سكينة ولا طمأنينة ، إلا في كتاب ربك وفي ذكر مولاك 
( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله  تطمئن القلوب "28" ) 
يأمر صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ٍ، فيقرأ عليه من سورة النساء ، فيبكي صلى الله عليه وسلم حتى تنهمر  دموعه على خده ، ويقول : " حسبك الآن " 
ويمر بأبي موسى الأشعري ، وهو يقرأ في المسجد ،
فينصت له ، فيقول له في الصباح :
" لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك " ،
قال أبو موسى : لو أعلم يا رسول الله أنك تستمع لي ،
لحبرته لك تحبيراً.
إن للقرآن سلطاناً على القلوب ، وهيبةً على الأرواح ، وقوةً مؤثرةً فاعلةً على النفوس. وعلينا الحذر من قومٍ جعلوا الموسيقى أسباب أنسهم وسعادتهم وارتياحهم ، وكتبوا في ذلك كتباً
وتبجح كثير منهم بأن أجمل الأوقات وأفضل الساعات وم ينصت إلى الموسيقى ، بل إن الكتاب
الغربيين وأفراخهم الذين كتبوا عن السعادة وطرد القلق ، يجعلون من عوامل السعادة الموسيقى.
( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكاءً وتصديةً )
( سامراً تهجرون " 67 " )
إن هذا بديل آثم ، واستماع محرم ، وعندنا الخير الذي نزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم والصدق والتوجيه  الراشد الحكيم ، الذي تضمنه كتاب الله عز وجل  
( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ " 42 " )
فسماعنا للقرآن سماع إيماني شرعي محمدي سني
( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )
، وسماعهم للموسيقى لاهٍ عابث ، لا يقوم به إلا الجهلة والحمقى والسفهاء من الناس  
( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

من كتاب لا تحزن للدكتور عائض القرني

ليست هناك تعليقات: